كارنيجي ودليلك لمواصفات القيادة الناجحة

كارنيجي ودليلك لمواصفات القيادة الناجحة

 

 

إن الصفات التي تحدد مهارة الرئيس المنفذ متعددة ولكن الصفة التي تفوق ما عداها أهمية ويجب أن يتحلى بها هي صفة القيادة.

 

فالقائد الناجح يكسب تأييد قومه لأنهم يثقون في حكمه، ويفهم عمله في نطاق أهدافه المحددة، وزيادة على ذلك يملك تصور هذه الأهداف كحجر الأساس لبناء أعلى، وهو في تحركه نحو هدف حالي لا تغيب عن نظره الأهداف البعيدة المدى.

 

والقائد الناجح لديه إدراك عميق للنواحي الفنية لواجباته وفي الوقت نفسه يعي نقاط ضعفه ولا يحاول إخفاءها عن نفسه ولكي يحقق أهدافه يحيط نفسه بأعوان ذوي كفاية.

 

والقائد الناجح لا يرضى أو يقنع بالأمور كما هي وإن لم يحصل على ما يريد تماما من أول وهلة فإنه يعرف كيف يوفق بذكاء في تحقيق رغباته كاملة مستقبلا ويؤمن أن الجمود هو هزيمة نفسية.

 

ومع أن مزيج عناصر القيادة يختلف من رجل إلى آخر والصفة التي تفتقدها أنت قد تكون موجودة بوفرة في غيرك، إلا أنه يجب عليك أن تحاول بصفة دائمة رؤية أخطائك وتصحيحيها. ولقد كان جاك دمبسي الملاكم المعروف يعتمد كثيراً في بدء حياته على يده اليمني وكانت يده اليسرى ضعيفة ولهذا كان يثبت في أثناء التمرين ذراعه اليمنى بجانبه ويعتمد كلية على يده اليسرى ونتيجة لهذا أصبحت لطمته اليسرى سلاحا قاتلا.

 

على أن السؤال الأهم في مسيرتك نحو القيادة يتمثل في التالي هل لديك بواعث تدفعك لأن تضحى مديرا ناجحا وقائدا فاعلا؟

 

التقدم عبر طريق القيادة

 

إنك رئيس عمل ولديك مسؤوليات تجاه الناس الذين يعملون تحت رئاستك وتجاه رؤسائك وتجاه نفسك، وطريقة تنفيذك لهذه المسؤولية ترسم مستقبلك وتحدد إلى أي مدى تصل في الترقي والنجاح في الإدارة.

 

وإن حقيقة وجودك في عملك الحالي تعني أنك قبلت تحمل المسؤولية وأنك عازم على مجابهة الأخطار التي تصاحب اتخاذ قرارات في العمل وتأخذ على عاتقك مسؤوليات أعظم ومخاطرة أكبر فلا تخطئ التقدير واعلم جيدا أن المخاطرة هي لحمة عمل الرئيس والقائد وسداه، وكلما صعدت أعلى كان عليك أن تتحمل أكثر، ولأجل هذا تقبض راتبك، ولأجل هذا كان راتب الوظيفة العليا كبيرا.

 

إنك إذاً تريد أن تتقدم، فما هي إذاً العوامل التي تدفعك إلى ذلك؟ 

 

محتمل أن تكون هذه الدوافع متشابكة وقد لا يكون لديك الوقت الكافي لتحليلها، افعل ذلك، فإن من الفطنة معرفتها واسأل نفسك بعض الأسئلة بأمانة فإذا ما أجبت عنها بصراحة فإنك ستفهم اتجاهاتك وإذا ما وثقت مرة بالقوى التي تحثك إلى الأمام فستكون في مركز أفضل لتحقيق أهدافك.

 

هل أريد المال؟

 

أنت تريد طبعا دخلا أكبر وكلنا كذلك أو تقريبا كل شخص منا فالراتب الكبير حافز عظيم والمال غالبا عامل دافع هام وعلى الأخص في بدء مستقبل الفرد. 

ولكن عندما يصل دخلك إلى حد يسمح لك بالعيش بالطريقة التي تريدها تقريبا فإنه يصبح أقل ضرورة ويكون العمل والرضا عنه هو الذي في الحسبان.

 

هل أريد المركز والهيبة؟

 

الهيبة تعني كثيرا بالنسبة لغالبيتنا والكرامة جزءاً رئيسياً من الشخصية الإنسانية وإنها المهماز نحو الطموح، وهي التي تجعلنا نبقي على علاقتنا بجيراننا وهي العمود الفقري لغريزة المنافسة والكبرياء تحثك على أن تحوز مادة ومظاهر النجاح وتؤكد لزملائك قدرتك وتبين لهم أي منافس أنت.

 

لكن هناك غريزة أسمى من هذا وفائقة الأهمية، إنها التصميم الذي تملكه لتتم عملا صعبا بكمال ما دام في حدود سلطاتك. والرؤساء الناجحون يملكون هذا النوع من الغريزة وهم طموحون قطعا ولكنهم بجانب هذا يهتمون بالعمل الصالح ويحصلون على سرور نفسي عظيم عند إتمامه بنجاح.

 

وهذا النوع من الغريزة هو ما تحتاج إليه أينما كنت تعمل وجميل طبعا أن تحصل على مادة ومظهر النجاح ولكنهما وحدهما قلما يعطيان الفرد أساسا كافيا من القوة للمجهود الكبير الذي يحتاج إليه لتحقيق أهدافه الكبرى.

 

فتخيل ما تريد لنفسك فإذا كان السبب الحقيقي لرغبتك في الترقي هو أن تعيش في منزل أفضل وتملك عربة أكبر وتنتمي إلى نادٍ راقٍ فمحتمل أن يخيب أملك قليلا، فخيال المادة يحيرك.

 

هل أريد القوة؟

 

القوة عنصر أساسي للنجاح ومن الطبيعي أنك تريد أن تحصل عليها، فكر في الأمر مليا ولنفرض أنك مساعد مدير إحدى الإدارات وأنك تريد منصب المدير، لماذا؟

 

لأنه من الأسباب الرئيسية اعتقادك أنك ستقوم بعمله خيرا منه وهو بالتأكيد يأخذ في معظم الحالات بتوصياتك ولكن عليك أن تبذل مجهودا لتجعله يقبلها فإذا ما كنت أنت الرئيس فإنه يمكنك تنفيذ أفكارك دون مثل هذا التعقيد، أو على الأقل هذا ما يخيل لك.

 

إن الرئيس الناجح يحتاج إلى القوة ويعرف كيف يستخدمها والحقيقة أن الرغبة في الحصول على القوة هي من المميزات البارزة للرجل الناجح، فهو يريد تحمل المسؤولية فإذا ما كان مسؤولا فيجب عليه اتخاذ القرارات ومن ثم يجب أن تكون لديه القوة لتنفيذها فلا تتهيب القوة ما دمت لا تخاف من تحمل المسؤولية، ولكن يجب أن تعرف متى وكيف تستخدم هذه القوة.

 

وأحيانا تكون قراراتك جريئة وجامحة وأحيانا أخرى حذرة ولكن يجب أن تحتفظ بقوة اتخاذ القرارات بقدر ما يمكنك، وبمعنى آخر إن نجاحك أو إخفاقك في عمل ما غالبا ما يعتمد على الحرية في التنفيذ فأنت تريد الحق في مراقبة العوامل التي ترفعك أو تحطمك.

 

والقائد الناجح يتحمل المسؤولية على أن النوع الوحيد من المسؤولية الذي يمنح هو المسؤولية على الورق لأن المسؤولية الحقيقية هي ما تحمله بنفسك فقط، فإذا ما أمكنك تحمل المسؤولية الحقيقية بحكمة فإنك لست في حاجة إلى استجدائها، إنك سوف تأخذها.

 

القدرة على نجاحك في موقع عملك

 

هل أؤمن بأن لدي القدرة على المحاولة الصادقة لنجاح الشركة التي أعمل بها أو المؤسسة التي أتولى قيادتها؟ هذا هو أهم الأسئلة، فإذا كان الرد عليه بالإيجاب فيعني هذا أن لديك الثقة بنفسك وقدراتك وأنت طموح ولا تخشى تحمل المسؤولية والقيادة وتملك صفات بارزة من تلك القيادة.

 

طبيعي أنك تريد المال وتحب الهيبة والمركز وإلا كان من الغباء إغفال مثل هذه المؤثرات القوية الدافعة.. ولكن يجب أن تمتلك شيئا آخر وهو الرغبة في تنفيذ عمل نافع ذي مسؤولية وتكون مستعدا لأن تأخذ على عاتقك تحمل الأخطار التي تصاحبه.

 

وإذا لم تكن هذه الرغبة متأصلة بعمق فمن المحتمل أن تقابل وقتا عصيبا وستظل كقائد تحت ضغط متزايد دائما كلما ارتفعت ولن تجد الأمان إلا في قابليتك، وستطول عليك الساعات وسيكثر الجذب والدفع على أعصابك ولهذا كان مدير البيع مثلا يتقاضى راتبا أعلى من أستاذ الجامعة ولنائب رئيس منشأة صناعية دخل أكبر من مهندس باحث.. إنها ليست مسالة عقول فحسب مع فائدتها فقد لا يكون مدير البيع فظا كأستاذ الجامعة وليس لنائب رئيس منشاة صناعية تعليم ما كالمهندس الباحث ولكنهما يتخذان قرارات وعملهما يتوقف على هذه القرارات ولن يجدا من يحميها إذا ما وقعا في خطأ.

 

القيادة الناجحة في نهاية الأمر هي خليط مما تقدم معا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية